الاثنين، 22 يوليو 2013

ولد الفنان عبد البديع عبد الحي في 30 يونيو عام 1916 بمدينة ملوي في محافظة المنيا اقرء المزيد اقرء المزيد


ولد عبد البديع عام 1916 في عزبة جلال باشا بملوي وتوفي في 2004 ضحية لجريمة عبثية وهو من أهم المثالين المصريين الذين تعاملوا مع الخامات القاسية مثل البازلت والجرانية والحجر وكان صاحب موهبة عالية , بدأ حياته طباخا ورحل كمثال قدير , وبقيت أعماله الواقعية الخالدة تتحدي الزمن .
الناقد / مكرم حنين
الأهرام 15 /10/ 2008
شخصيات مصرية
- ولد الفنان عبد البديع عبد الحي في 30 يونيو عام 1916 بمدينة ملوي في محافظة المنيا - وهو الفنان عصامي علم نفسة بنفسة حيث تعلم القراءة في الكتاب ولم يكلم تعليمه وكان يعمل طباخا عند إحدي العائلات في ملوي وكان يهوى الفن فيأخذ الطين ويصنع منه ثماثيل صغيرة للجنود الذين كان يعجب ببدلهم الرسميه حتى أخبروه ذات يوم عن مسابقة (مختار للنحت) وكانت المسابقة عن ست الحسن .

- وتخيل عبد البديع ست الحسن على أنها فلاحة جميلة تمشط شعرها وصنع هذا التمثال وتقدم به للمسابقة وأعجبت به السيدة هدي شعراوي فقامت بشرائة ولما علمت بانه طباخ من ملوي طلبت منه أن يعمل عندها حتي ترعاه فنيا وقامت بإرسالة إلي قسم الحر بكلية الفنون الجميلة تحت أشراف المثال عبد القادر رزق واتاحت له مكانات كثيرة وفي اثناء الدراسة بالكلية حصل على الجائزة الأولي لمسابقة مختار مرتين لموضوعي العامل المصري والألعاب الرياضية وحصل بعد انتهاء الدراسة بالكلية على جائزة تمنح للممتازين من القسمين الحر والنظامي استمر هذا الفنان الفطري يملأ الحياة بأبداعاته بجوار اخلاصه في عمله في كلية الفنون الجميلة كعامل بسيط في قسم النحت وفي عام 1951 فاز بالميدالية الذهبية في مسابقة أنشئت بمناسبة انعقاد أول مؤتمر أفريقي أسيوي بتمثال لصبي يصعد سلما ممسكا بقوة ثعبانا حاميا للدنيا من سمومه وتستمر الإبداعات وفي عام 1973 وفي شهر مارس تحديدا لفت أنظار الوطن العربي بتمثاله عن الثعبان والقط (المقامة) وكان قد حصل على منحه تفرغ من الدولة عام 1960م حتى 1970 م وفي عام 1972 م فاز هذا الفنان الفطري الأصيل بجائزة الدولة التشجيعية في النحت ووسام الفنون من الدولة .
- وتماثيل هذا الفنان تعكس الآم ومعاناة الطبقة الكادحة من أطفال وحرفيين وتجسيدا رائعا للطيور والحيوانات والألعاب الشعبية والمواقف الإجتماعية والسياسية مما جعلها قريبة من وجدان الشعب وطموحاته فهو مرهف المشاعر منحوتاتة تتميز بالقوة وصدق التعبير وضرب الفنان عبد البديع مثالا في الإصرار والتحمل والعناد مع الخامات القياسية مثل البازلت والرخام والجرانيت وأبداع أعمالا تميزت بقوة التعبير ويعتبر الفنان عبد البديع الوحيد في مصر من المثالين الذي قام بنحت تماثيله من البازلت أو الجرانيت أو الرخام أو الخشب وكان الفنان عبد البديع زاهدا في الحياة لا يستهوية المال تكفيه كلمة تقدير وثناء وكانت سعادته أ يري الحب في عيون الآخرين ثروته الحقيقية كان يجدها في أدواته البسيطة تماثيلة الرائعة التي تزين جدران المتاحف وظل حتى آخر أيام حياته إنسانا مصريا بسيطا متمسكا بزية الشعبي الجلباب الصعيدي وبعادات وتقاليد وقيم ابن مصر الأصيل رافضا الانتقال لأحج الأحياء الراقية أة ارتداء الزي العصري البدلة أو البطلون بل ظل كما جاء من صعيد مصر بتقليدة وعادته واتسمت أعمال الفنان عبد البديع عبد الحي بالقدرات الأكادمية العالمية وبالواقعية المحببة المشحونة بالرمزية وكانت لدية قدرة باهرة على دقة التفاصيل في رقتها وكان يميل إلي التزميم في الأسطح دون خشونة تذكر إذ أنه يري أن الجمال في الخامة الصلبة يظهر بالنعومة .
- خلدت أعماله في متحف الفن المصري وفي متحف سوريا والمانيا وغيرها رحل الفنان وشيخ النحاتين عن دنيانا عن عمر يتناهز 88 سنة في عام 2004 وتبيقي ذكر شيخ النحاتين الفطرية في وجداننا لأنه أثري الحركة الفنية بروائع أعمال النحتية التي تشهد بعظمة هذا الفنان الأصيل البسيط الذي لم يغيره الزمن أو تنل منه الشهرة ةالأضواء ويكون مثالاً حيا لهذا الجيل ليتقتدي به ويعلم أن الحياة ليست بالعلم الغزير بل بالعزيمة والأصرار والتحدي مغلفة بعلم واسع من الحياة .

الأهرام المسائي 23 /10/ 2008
البازلت .. وضوء القلب
طالعتنا صحف الصباح - منذ أيام - بخبر مقتل الفنان المثال عبد البديع عبد الحى (1916-2004) فى حادث قتل مع سبق الإصرار والترصد ، على أيدى اثنين من المجرمين الذين هوت بهم البلطجة الى حد استباحة دماء الإنسان لتحقيق رغبات فاسدة لنفوس أكثر فساداً وقبحاً فى المجتمع ، درس المثال عبد البديع فى قسم الحرّ النهارى بمدرسة الفنون الجميلة العليا العام 1943 ، واشتغل طباخاً عند هدى هانم شعراوى ثم عمل بكلية الفنون الجميلة صانعاً للنماذج والتحف وصبّ القوالب النحتية بالكلية وبمرسمها بالأقصر ، اشترك على مدى خمسين عاماً فى معارض كثيرة بالداخل والخارج نذكر منها مسابقة مختار والمعرض العام ، وفى روما ، فرنسا ، هولندا ، السودان ، سوريا ، بينالى الإسكندرية ، كما حصل على منحة تفرغ منذ عام 1960 حتى 1970 ، كما فاز بعدة جوائز نذكر منها جائزة مختار للنحت ثلاث مرات أعوام 44،45،1948 ، جائزة ثالثة فى مسابقة الثورة فى عشر سنوات 1962 ، جائزة الدولة التشجيعية ووسام الدولة للعلوم والفنون من الطبقة الأولى العام 1974 ، تكريم بالملتقى الدولى للنحت بأسوان ، والمثال عبد البديع له قول مشهور يقول فيه `أخذت الحجر الصلب لأنه يعيش ، وصعوبة الحجر علمتنى الكثير ، علمتنى الاحتراس ، والحذر والصبر وقوة الاحتمال وعدم التسرع` استطاع مثالنا الراحل أن يطوع الأحجار الصلبة ويحولها الى خامات مطيعة يشكلها كما يريد ، بالنحت فيها بالرغم من قسوتها ، وهنا تكمن القيمة وعبقرية الإنسان المبدع حين يتجاوز الآلام من أجل التعبير الحى والصادق ، ونحن أمام نموذج يمتلك ضوءا متفرداً وغير تقليدى ، فتماثيله سوداء من أحجار البازلت والجرانيت والديوريت .. إلخ .. أصعب وأصلب أنواع الحجر ، ومعروف أن الألوان القاتمة تمتص - بطبيعة الحال - الأشعة الضوئية الآتية إليها من مصادر طبيعية أو صناعية على حد سواء ، الأمر الذى يجعل من الصعوبة التحدث عن ومضة ضوء داخل خلال هذه الأحجار ، ولكن ومضة الضوء هنا مركزها ومصدرها قلب عبد البديع عبد الحى والتى تبث من كيانه بالكامل أثناء احتوائه كتلة الحجر التى ينحتها وتنصهر فيها مشاعره وأحاسيسه الدافئة ، وحبه لوطنه .. وعزته وكرامته وشهامته كإنسان كريم ، ودود، محبُّ لكل الناس ، كان نموذجاً زاهداً فى كل شئ ماعدا حبه لفنه وقلبه المشدود للناس ، كان يتحدث عن الحجر كما يتحدث المحب عن حبيبه ، كان يلمس البازلت الصلب، كما لو كان يلمس جسد مخلوق قريب إلى قلبه، يلتف حول الحجر، يداعبه، ينحته، يشطفه، ينعمه، يخشنه، يشكله بأنامله القوية والشديدة العافية لتعاملها مع المطارق والأزاميل ، وحملها الأحجار الثقيلة ولذا نستطيع القول بأن مثالنا لم يمت ، فقد ترك منحوتاته حية بمعانيها وجمالها وبمضامينها كالأهرام والمعابد التى لا تموت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بكم دوما .. مجهود كبير ابذلة فى جمع الموضوعات والاخبار القديمة عن ملوى . لاتبخل وشارك بتعليق او فكرة او رأى .. او أضافة خبر يسعد بة الجميع ويكون نواة لموضوع يهم الجميع شكرا لكم