الاثنين، 22 يوليو 2013

شاعرة ملوى .. حفيدة اديب ملوى .. مع الاستاذة / منال الصناديقى .... السهل المتدفق اقرء المزيد



شاعرة ملوى .. حفيدة اديب ملوى   .. مع الاستاذة  / منال الصناديقى ....   السهل المتدفق
فى هذه الناصية الجنوبية سوف أترك المساحة كاملة للشاعرة منال الصنادبقى ابنة المنيا والتى ظلت بعيدة عن الاضواء سنوات بعيدة, منذ أول لقاء جمعنا فى كلية الاداب قسم الصحافة بمحافظة سوهاج , وكانت فرصة رائعة وجميلة ان ألتقى بصحبة الابداع والصحافة والتى ظلت علاقتنا رائعة منذ ذلك الوقت ممتدة بلا منتهى من هؤلاء شعراء فى بلاط صاحبة الجلالة..
ونحن فى أيام الشهر الكريم رمضان المعظم , ومبدعتنا منال الصناديقى من مواليد شهر رمضان, أيها القارىء الكريم لما لا نصغى اليها هى … هى خير من يتحدث عنها , مع رفقتها للقلم والقصيدة.
(( ولدت فى العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم – كما تقول أمى – ولا أدرى أكان مولدى فى تلك الأيام الكريمة هو الذى كان له أكبر الأثر على نشأتى كمبدعة ..أم هى البيئة التى نشأت فيها هى التى هيئتنى لذلك فأسرتى تعشق العلم ويطلقون عليها فى بلدتنا بملوى بيت العلم فالجد أحمد الصناديقى يندرج نسله من جده الشيخ أحمد الدسوقى من دسوق وقد سافر منذ زمن بعيد إلى ملوى لينشأ تجارته فى فن الموبيليا ويصبح من أكبر تجارها فى الصعيد وليخرج من تحت يديه كل فنانى الموبيليا ولأنه كان يهادى العروس بصندوق تضع فيه ملابسها فقد أطلق عليه لقب الصناديقى ولم تنسيه تجارته العلم الذى ورثه عن جده الذى تسمى باسمه نتيجة لرؤيا شاهدتها والدته بأن قرداً يقول لها أن هناك كنزاً سيفتح على ثالث أحمد بن محمد وسمى الجميع أبناءهم أحمد ،

اقرء المزيد       اقرء المزيد        اقرء المزيد  

واستمر جدى فى إقامة مجلساً يجمع جميع علماء ملوى كل خميس بالإضافة للاحتفالات الدينية والأذكار التى كانت تقام فى الموالد المختلفة بمنزله الشبيه بالقلعة أو التحفة الفنية بنقوشه على الجدران واتساع معارضه الخاصة بالموبيليا ، وكما يقول عمى مؤرخ ملوى الأستاذ / أنور الصناديقى فى كتابه “أبى الذى لم يعرفه المنتفعون” فكان أباً لإثنى عشر رجلاً وامرأة ، وقد عمل جميع أبناءه فى التجارة عدا أبى الذى كان محامياً وعمى الذى كان مؤلفاً وصحفياً وقاصاً وأستاذاً للرياضيات فى الأزهر ومؤرخاً لتاريخ ملوى وعم آخر كان مدرساً ، وكان على الجانب الأخر جدى أبو أمى الذى كان تاجرأ للأقطان .. وكان له أيضاً ندوته الدينيه المعروفة التى تجمع كل العلماء فى ملوى حتى نودى بالشيخ عبد الرحيم أبو الشيخ رضوان وكنا نفخر بسلسالنا الأصيل وبالرغم من أن الإثنين توفيا قبل ولادتى إلا أن القصص عنهما كان لا ينقطع فدُمج الخيال بالواقع منذ الطفولة .
كان أبى رحمه الله يعشق الشعر ويكتبه ويقوله فى مرافعاته أمام القضاة وكان يحفظ الكثير من القرآن الكريم وخاصة أن أباه وأخاه من حفظة القرآن الكريم ، وكانت أمى تختلف ثقافتها عن بنات جيلها فقد حصلت على شهادة الثقافة النسوية والتى كانت تميزها عن بنات جيلها فى الصعيد فى ذاك الوقت ، وكان أبى وأمى حنونين جداً وكنا سبعة إخوة أربعة أولاد وثلاثة بنات غير من توفى وكانت ذات روح مرحة وترتجل الزجل..وأذكر لها مقولتها لأخوىّ فى أحد المرات حين أتعباها فى المذاكرة :
عينى على اتنين قاعدين براحتهم
مستنيين الامتحان لما ييجى لغايتهم
ولما ييجى الامتحان يقولوا ياريت اللى جرى ما كان
وياريتهم سمعوا كلام والدتهم.
..وكنا نضحك.
وكان لأبى مكتبته الخاصة التى تحمل كتب الشرع والقانون والتفاسير الدينية والأدب وبعض كتب الأطفال وكتب فى شتى موضوعات الحياة جنباً إلى جنب ومنها قرأت كتاب ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة وكثير من كتب الأدب التى ألفها عمى فى صغره وألفها آخرين.
وتعود ذاكرتى إلى الوراء فأتذكر أبى وهو ممسكاً بيدى فى الصباح الباكر وكنت فى المرحلة الابتدائية وكان يأخذنى معه إلى عم سيد بائع الجرائد الذى كان يشترى منه صحيفة الأهرام كل يوم لأنتقى ما حلى لى من كتب الأطفال ميكى وسمير وماجد وصندوق الدنيا وسعد وغيرها من قصص الأطفال والألغاز المختلفة قائلاً لى “خدى كل اللى انتى عيزاه” وكان لا يبخل علينا بشىء أبداً ثم يأخذنى معه إلى المحكمة ويجلسنى فى حجرة المحامين قائلاً لى :”خليكى هنا لحد ما أخلص الجلسة وأشوف وشوكوا على النهاردة” وكان متيقن دائماً من أن وجهنا جالباً للرزق له وهو ما كان يفعله مع اخوتى أيضاً ، وكنا أحيانا نراه وهو يترافع عن حقوق الأرامل واليتامى والمساكين وكان يقول أنه خلق فى الدنيا ليجلب حق (الحُرم) ثم يأخذنا إلى حديقة المحكمة ليقطف لنا صحبة من الزهور المتنوعة (ورد وفل وياسمين) وعلمنى حب الطبيعة والشعور بالجمال ، وفى المساء كان يأخذنا إلى المكتب معه لجلب الرزق بوشوشنا البريئة التى كان يحبها كثيراً ثم يحضر لنا ما لذا وطاب فى كل الحالات (حلاوة وشنا الحلو) ، وكان يملء دولابه بالحلوى من كل الأنواع ليصب عنده كل أطفال العائلة ليأخذون منه ما لذ وطاب، وبالرغم من أنه كان لا يخشى فى قول الحق لومة لاءم إلا أنه كان حنوناً جداً ، وأذكره وهو جالساً بجوارى يسمع فيلماً مؤثراً وكنت أبكى أنا وهو ..وكان يضحك اخوتى ويقولون (دا تمثيل) فيرد (دى مشاعر يا ابنى) ، وكان كلما سافر إلى القاهرة فى إحدى قضاياه عاد محملاً بما لذ وطاب ومعه دائماً كتب لمنال وأذكر حكايات ماما لبنى التى أمتعتنى كثيراً حين قرأتها وأنا صغيرة..وكانت أمى تخشى على من كثرة القراءة وتقول لى دائماً عينيكى يا منال ولكنى كنت لا أستطيع أن أتوقف عنها حتى بعد أن لبست نظارتى وأنا فى الصف السادس الابتدائى وكنت أختلس الوقت لأجلس فى شرفة حجرتى فى الأجازة وأقرأ ولا أتوقف حتى يأتى الصباح.. كل هذا جعلنى أكتب.
وظهرت موهبتى فى المرحلة الابتدائية على هيئة قصص أرتجلها من الخيال وأحكيها لأختى سمر التى تصغرنى بسبع سنوات وكنت أتوقف عند حدث مشوق وأقول لها سنكمل الحدوتة غداً..وكانت تنتظر الغد بفارغ الصبر لكى تعلم الباقى ، وكنت أجمع كل أطفال العائلة لأحكى لهم الحواديت..والغريب أنى لم أكن أدرك موهبتى بعد حتى وصلت للمرحلة الإعدادية فكنت أنتقى أشعار الفنان حسين بيكار الزجلية التى كانت تنشر فى الصفحة الأخيرة من أخبار يوم الجمعة لألقيها فى إذاعة المدرسة صباحاً كما كنت أقدم الحفلات المدرسية ، وكنت أغنى وأمثل فى فريق المسرح وهذا أدى إلى قوتى فى اللغة العربية وكنت أحصل على الدرجات النهائية وكان مدرس اللغة العربية فى ذلك الوقت يكتب عنوان موضوع التعبير على السبورة ويقول لى : “قومى يا منال قوليلنا موضوع التعبير” وكنت أرتجل موضوعاً متكاملاً دون أن أتلعثم أو تتشتت أفكارى ، وقررت أن أكون صحفية وأنا فى الصف الثالث الإعدادى وخاصة مع ظهور موهبة الشعر لدى ، وفى الصف الثانى الثانوى عرضت أشعارى على مدرسة العربى التى كانت صديقة لأختى الكبرى وصدمتنى برأيها فى شعرى قائلة: “وحش وحش ..وكتبت على القصيدة غير متزنة الوزن أو القافية أو العروض” ولم أكن أعرف ماذا تعنى بالوزن والقافية والعروض فسحبت أجندتى بكل ثقة وفخر بما أكتب منها وأغلقتها قائلة :شكرا..وذهبت إلى فصلى وبكيت ومزقت القصيدة فلامتنى إحدى صديقاتى قائلة : “انتى بتوريها شعرك ليه دى ما بتفهمش حاجة” ..وقررت أن لا أتخلى عن موهبتى، وكان معى فى فصلى فى ثانوية عامة الشاعرة سمية عسقلانى والقاصة ايمان الطوخى اللتان كانتا تقولان لى دائماً يا منال أنتى خلتينا نحب شعر العامية.
ودخلت الجامعة وبالرغم من رغبة أبى فى أن أكون محامية لقوله أنى لبقه وأصلح فى هذا المجال ولكنه ترك لى حريتى فى الاختيار فاخترت آداب صحافة سوهاج والتقيت بنخبة من الزملاء والزميلات المبدعين فى قسم صحافة كان منهم من يكتب الشعر ومن يكتب القصة ومن لا يكتب ولكنه بروحه الحلوة أثر فى فكان الشعراء عزة شرقاوى وفارس خضر وأحمد المريخى والمرحوم أشرف الجيلانى ومحمد العسيرى وعبد الناصر هلال الذى كان أنهى الجامعة ولكنه كان يشاركنا ندواتنا ومهرجاناتنا الأدبية فى جامعة سوهاج وكان المبدعين فى القصة غادة عبد المنعم وأحمد الجهينى وكانت الصديقات اللآتى لم يكتبن ولكن روحهن الشفيفة لها أكبر الأثر على تأثرى بهن مثل وفاء عطا ونجلاء العسال ونهلة السنباطى وأحلام أبو الحسن ومن الزملاء جمال نور وأحمد سيد وغيرهم كثيرين ..واحتوانا أستاذنا الشاعر ا.د.مصطفى رجب كمجموعة أدبية وسمعنا وأرشدنا ثم سافر فعانينا فراغاً أدبياً موحشاً ثم أبدلنا الله بأستاذنا الشاعر الفيلسوف ا.د.نصار عبد الله ، وكنا نلتقى فى صوت سوهاج بالقاص المبدع خيرى السيد الذى كان يشرف على الصفحة الأدبية بالصحيفة وأذكر أولى مقولاته لى حين سمعنى لأول مرة فقال :”أنى أحترم كل من أمسك قلم وكتب وأول قصيدة لكى جيدة سأنشرها” ..وأوفى بالوعد ونشر لى قصيدة أمه
وعلى الجانب الأخر فى ملوى كنت قد بدأت أحضر الندوة الأدبية لقصر ثقافة ملوى وأنا فى أولى كلية عام 1987 وعرفنى الأستاذ / ممدوح أبو العزايم الموظف الفنان والناقد الأدبى والذى كان له فضلاً كبيراً على فى حياتى العملية بأدباء ملوى وخاصة أننى كنت أتردد على الثقافة لجمع الأخبار الصحفية فى البداية لنشرها فى صحيفة صوت المنيا وعرفت شيخ أدباء أقاليمنا القاص المبدع / محمد الخضرى عبد الحميد والذى كان يرأس نادى أدب ملوى والشاعر الكبير الأستاذ / محمود ممتاز الهوارى الذى كان مديراً للقصر وصديقاً شخصياً لوالدى والشعراء الكبار المرحوم بهاء القبانى والشاعر المبدع / على سيد شحاتة والمرحوم القاص بهاء السيد وجميع فنانين وأدباء ملوى أمثال الفنانين التشكيليين عاطف البراجيلى وعبادة محمد عبادة ومحمد جمعة والخطاطين الفنانين سعد زكريا وجمال ربيع ، وكان يصحبنى عمى أنور فى ندوة الخميس لنحضرها سوياً قائلاً لى أنى سأرث علمه هو وجدى وأبى ، وأتذكر أستاذنا الخضرى وهو يجمعنا كمجموعة شباب صغار ويركبنا السيارة (التيوتا) لنذهب فى ندوة هنا أو هناك بقرى ملوى قائلاً لى : “أركبى يا أستاذة منال قدام” وكنت أقول له إحنا كلنا أولادك اندهنا على طول بأسمائنا فكان يرد أولادى أساتذة ..وكانوا يركبون جميعاً فى الخلف..وأول ما تعلمته منه التواضع – رحمك الله يا خضرى – وما زلت أذكر أن قصيدة الرثاء التى رافقت خبر وفاته فى صحيفة صوت سوهاج كانت قصيدتى أنا التى تحمل عنوان (نهاية)..))
منال الصناديقى ..تظل شاعرة وانسانة ومثقفة جديرة بالمحبة والاهتمام , منذ أول لقاء ووجهها يظل مشرقا بروح الاخوة , وتظل روحها صادحة بالنشيد رغم كل العراقيل هنا أو هناك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بكم دوما .. مجهود كبير ابذلة فى جمع الموضوعات والاخبار القديمة عن ملوى . لاتبخل وشارك بتعليق او فكرة او رأى .. او أضافة خبر يسعد بة الجميع ويكون نواة لموضوع يهم الجميع شكرا لكم