الاثنين، 22 يوليو 2013

النحات العبقرى ... عبد البديع عبد الحى قصة حياة مليئة بالام ومصاعب ... ولم يرحم لصان كبر سنة فقتلاة من اجل 65 جنيها مصريا حسبى الله ونعم الوكيل فيكما ايها السفاحين اقرء المزيد اقرء المزيد

برحيل النحات المصري "عبد البديع عبد الحي عن ثمانية وثمانين عاماً، بعدما اقتحما لصين منزله الفقير في ضاحية مصر الجديدة وانهالا عليه طعناً بالسكاكين، وسرقا معدات نحت خاصة به ليبيعاها بمبلغ ضئيل (لا يتعدى الثلاثة وستون جنيهاً مصرياً) تفقد الحركة التشكيلية المصرية واحداً من فرسانها الفطريين، أقول الفطريين لأن الفنان الراحل بدأ النحت بشكل فطري وبدائي، حتى وصل إلى أن نال اعتراف الأوساط الفنية المصرية بتماثيله التي بدأها على الطين، ثم الأحجار الصلبة كالجرانيت والحجر الجيري والبازلت، ثم الرخام والخشب بعد ذلك، استطاع عبد البديع عبد الحي أن يحتل مكانته في زمن كان يتواجد فيه أساطير فنية كبيرة مثل محمود سعيد ومحمود مختار وجمال السجيني وسواهم من رموز النحت والتشكيل المصريين، متماساً معهم في
أعمال عديدة، ومتفوقاً عليهم في أحيان كثيرة، فهو الذي سرق روح الحياة الحقيقية من المجتمع المصري، حين رصد الوجوه العادية في الشوارع والبيوت، منجزاً تماثيل لأصحاب المهن التي مارسها هو في حياته، فهو عمل طباخاً لأسرة أرستقراطية في صعيد مصر وهو ابن سبعة أعوام، فقدم تماثيله الأولى عن العاملين معه من سفرجية وطباخين وفلاحين وأصحاب المراكب النيلية وبنات الصعيد، هذا المنحى الفني قربه من النهج الذي سار عليه محمود مختار في أعماله التي انحازت للبسطاء من الناس، ولكن يظل الفارق بينهما شاسعاً، فمحمود مختار وهو الأرستقراطي والذي نال تعليمه في باريس اقترب من الروح الشعبية المصرية رغم أكاديميته التي تمرد عليها فيما بعد، أما عبد البديع عبد الحي فظل على فطرته، حتى بعدما تعلم القراءة والكتابة في كتَّاب مدينة ملوي مسقط رأسه، وبعدما ألحقته هدى هانم شعراوي التي رعت خطاه الفنية بالقسم الحر بكلية الفنون الجميلة عن طريق أحد أساتذة النحت الفرنسيين البارزين، وهو البروفيسور "كلوزيل" والذي كان أستاذاً لجمال السجيني وعبد القادر رزق وغيرهم.
 

وكأي عجوز يعيش وحيداً، ويفتقد لمن يتحدث معه، كان عبد البديع عبد الحي يحكي لنا كل مساء ونحن متحلقين حوله في أتيلييه القاهرة للفنانين والكتاب عن بداياته الفنية، وذكرياته مع الكونت زغيب وهدى هانم شعراوي، كنا صغاراً يافعين أغوانا الأدب وحب الشعر والكتابة، كان يقول وهو يشعل سيجارة جديدة من أخرى تكاد شعلتها تحرق أصابعه المصفرة من أثر النيكوتين: ولدت لأسرة فقيرة في صعيد مصر بمدينة ملوي إحدى مراكز مدينة المنيا في 30 يونيو 1916، وتعلمت في طفولتي القراءة والكتابة في الكُتَّاب وحفظت جزءاً من القرآن الكريم، وبعد أن أنهيت دراستي في الكتَّاب حاولت أمي رحمها الله أن تلحقني بإحدى المدارس الفرنسية في ملوي، لكنها خشيت عليَّ من ثأر العائلات في الصعيد، ويبدو أنه كان على عائلتي ثأر ما، فخافت عليَّ وألحقتني للعمل في مطبخ واحد من أعيان مدينة ملوي منذ أن كان عمري سبعة أعوام، وعملت لأسرة الخواجة "تادرس" طباخاً لمدة سبعة عشر عاماً قبل أن أنتقل إلى القاهرة بعد ذلك".
في حوار صحفي أجرته معه "فاطمة علي" في مجلة "آخر ساعة" قبل نحو عشرين عاماً، يحكي عبد البديع عبد الحي بداياته مع الفن والنحت فيقول: "سنة 1937 طلبوني للجهادية (الخدمة العسكرية) وكنت أحلم بأن أكون عسكري في الحربية، ولكنني لسوء حظي رسبت في الكشوف الطبية بسبب ضعف نظري، رغم خلوي من أي عيوب خلقية، دفعني هذا الموقف لأن أتخيل كيف تكون صورتي لو أنني أصبحت جندياً، هل كنت سأصبح طوبجي أو بيادة أو سواري (يقصد جندياً في سلاح المدفعية أو المشاة أو الفرسان) أو الحدود، وبدأت أعمل تماثيل صغيرة لا يزيد طولها عن عشرة سنتيمترات وكأنني أحقق  

أمنيتي"، نفس القصة يرويها الفنان الراحل للناقد مكرم حنين فيقول: "إن انفعالي بالموقف ضايقني وحطم أمنيتي، وكانت هذه التماثيل متنفس لغضبي الشديد، وكان أول تمثال أنفذه من قرن بقرة بمطواة صغيرة في نفس اليوم، وفي عام 1942 قرأت في الأهرام عن وجود المتحف الحربي بالقلعة فتوجهت بتماثيلي إليه، وهناك التقيت بأمين المتحف الدكتور عبد الرحمن زكى والذي كان أستاذاً للعمارة الإسلامية وعالماً في العمارة الحربية، والذي رحب بهذه التماثيل الصغيرة وكان ذلك تشجيعاً كبيراً لي في بداياتي".
سنة 1943 قرأ الفنان الراحل خبراً في جريدة الأهرام عن وجود معرض ومسابقة محمود مختار والتي كانت تقام تحت رعاية هدى هانم شعراوي، كانت هذه المسابقة تقام كل عام وتمنح جوائز لتشجيع المثالين الجدد وللاحتفاء بذكرى محمود مختار مثال مصر الكبير والذي توفى في ريعان الشباب في نفس العام 1934 عن 43 عاماً، وكانت هذه المسابقة تعتبر من أهم المعارض الفنية آنذاك، وقرر عبد البديع عبد الحي الاشتراك بتماثيله البدائية (كما كان يقول لنا) في المسابقة، وكانت المرة الأولى التي يخرج فيها من حدود مدينة ملوي قاصداً القاهرة بعد أن أعد تمثالاً عن لعبة "السيجة" الشهيرة في مصر، واشترك في المسابقة ونال إعجاب الكثير من الجمهور والنقاد على حد سواء، ولفت عمله الأنظار إليه، يقول الناقد الفني "مكرم حنين" إن عبد البديع عبد الحي قام بعمل تمثال للمراكبي خلال رحلة المركب إلى القاهرة، والتي استغرقت تسعة أيام، ووجد نافذته لفن النحت من خلال مسابقة مختار التي كان لها أكبر الأثر في تاريخ حياته، وظل مداوماً على الاشتراك فيها مصراً على الفوز بجائزتها الكبرى، كي يضع موهبته على الطريق متمسكاً إلى أبعد الحدود بخيط التواصل مع المسابقة، وعند الإعلان عنها في العام التالي 1943 وموضوعها "ست الحسن"، اختار عبد البديع لقطة فنية طالما رآها وداعبت خياله، وهى لفتاة مصرية جميلة تمشط شعرها، ونفذ الفنان هذا التمثال على قطعة رخام، ولا ينسى عبد البديع تشجيع الخواجة "تادرس" وأسرته له وفخرهم بما ينفذ من تماثيل في حديقتهم.
وحدث أن رأى تمثال "ست الحسن" مهندس اسمه "فؤاد حبشي" وعرف عبد البديع عبد الحي منه أنه ابن عم للدكتور لويس عوض وكان مهندساً في مصلحة المساحة، ولما عرف "فؤاد حبشي" أن عبد البديع ينوى التقدم بتمثال "ست الحسن" إلى مسابقة محمود مختار، عرض عليه أن يأخذه معه إلى هدى هانم شعراوى التي وصلت إلى دائرة أملاكها في المنيا، فأخذ التمثال وذهب معه والتقى عبد البديع عبد الحي لأول مرة بهدى هانم شعراوى، وكان بصحبتها مدير المديرية (المحافظ) محمد سلطان، فأعجبت بالتمثال ووعدت بمساعدته وعرضت أيضاً عليه العمل في قصرها بالقاهرة طباخاً، فطلب منها فرصة لاستئذان الخواجة تادرس الذي كان يعمل عنده ما يزيد عن 17 سنة، ولم تمانع أسرة الخواجة تادرس ما دام في ذلك مصلحة له، ويروى عبد البديع أنه سافر بتمثاله إلى القاهرة متوجهاً إلى قصر هدى هانم شعراوى المطل على ميدان التحرير (تحول إلى جراج الآن)، وقدمت هدى شعراوى التمثال إلى "جبرائيل بقطر" المحرر بمجلة "الإيماج" وكان سكرتيراً لمسابقة مختار، وعند افتتاح المعرض حصل التمثال على الجائزة الأولى، وحدث أن اعترض الفنانون المشتركون على منح عبد البديع الجائزة لأنه "مجرد فنان فطري" لم يحصل على تعليم أكاديمي، وأمام ضغطهم الشديد رفعت الجائزة عن التمثال وكانت قيمتها عشرون جنيهاً مصرياً، وكان من بين الحاضرين للافتتاح والد الملكة فريدة، والذي عرض على هدى شعراوى شراء التمثال تشجيعاً منه للمثال الشاب، ولكن عبد البديع عبد الحي رفض بيع التمثال وقال لوالد الملكة فريدة: "أنا أهدى هذا التمثال لسيادتك ويكفى تشجيعك لي ومساعدتي"، ويقول عبد البديع أن موقفه هذا كان أقل ما كان يستطيعه تجاه سيدة عظيمة مثل هدى شعراوى، ولكن ما حدث بعد ذلك أنها منحته خمسون جنيهاً، وكان هذا التقدير مدهشاً ومذهلاً له ودافعاً قوياً للإجادة.
كان عمر عبد البديع وقتذاك 27 عاماً عندما ألحقته هدى شعراوي بالقسم الحر بكلية الفنون الجميلة عام 1943، وعن فترة دراسته يقول الفنان "ناجى كامل" إن بعض الأساتذة حاولوا تحويل عبد البديع عن نوعية الاهتمامات النحتية التي برع فيها، بتوجيهها نحو عمل تماثيل أوروبية مثل "مارى أنطوانيت" أو غيرها، غير أنه كان يفرغ طاقته المكبوتة في عمل تماثيل للموديلات أو لشخصيات مصرية، ويحكي "ناجى كامل" أن تمثال الطفل أو الصبي النوبي أنجزه عبد البديع عبد الحي في حجر بازلت انتزعه من رصيف كلية الفنون الجميلة وحوله إلى تمثال، وكذلك كان الأمر مع كثير من الأحجار المحظوظة التي انتشلها عبد البديع من الشوارع والأرصفة ليحولها إلى تماثيل أصبحت الآن من مقتنيات متحف الفن الحديث بالقاهرة.
يستكمل الناقد الفني "مكرم حنين" حكاية عبد البديع عبد الحي مع النحت فيقول: "في عام 1945 كانت أخبار الحرب العالمية الثانية على أشدها، وقد عانت القاهرة من غارات الطائرات الألمانية والإيطالية، وانتشرت الكشافات المضيئة في سمائها تبحث عن الطائرات والمدافع المضادة تطلق داناتها، بينما يسمع في كل مكان صفارات الإنذار والشوارع تمتلئ بالجنود الذاهبين أو العائدين قبل أن يحسم "مونتجمري" موقعة العلمين في الصحراء المصرية، وكانت القاهرة تعيش في ظلام دامس بينما تدهن الشبابيك باللون الأزرق الداكن منعاً لتسرب الضوء، وكان عبد البديع يتابع في الصحف ما يحدث على الجبهات ويحس بالخطر وقد فقد أمنيته في أن يصبح جندياً، هذه الحرب أصلت الخطر والشر في بعض أعماله النحتية فيما بعد، حيث اكتشف الفنان الشاب أن العالم أكبر بكثير من أن يحتويه، وعليه أن يجسد بالرموز فكرة الشر والخطر" وهذا ما حدث فيما بعد في تمثالين له الأول هو تمثال "الثعبان والصبي" والثاني تمثال "القط والثعبان".
في العام 1950 أعاد عبد البديع عبد الحي نحت تمثال "لعبة السيجة"، فصور صبيان يجلسان القرفصاء ويلعبان متقابلين، وبلغ عرض التمثال مترين ويعتبر هذا العمل تحفة فنية في حد ذاته، وكان موجوداً بحديقة قصر هدى شعراوى بوسط القاهرة، وفى سنة 1951 قدم عبد البديع عبد الحي تمثالاً آخر عجيباً لصبي يصعد سلماً ويتأبط ثعباناً ويمسك برقبته بقبضة قوية، وحصل هذا التمثال على الميدالية الذهبية في المعرض الذي أقيم في مناسبة انعقاد أول مؤتمر إفريقي آسيوي، ويقول عبد البديع إن هذا التمثال يرمز إلى الروتين، فالثعبان يريد أن يقتل الصبي ولكن الصبي يحاول السيطرة عليه بقبضته القوية ويرتسم على وجهه المعاناة في تناول يمزج بين الفطرية والأكاديمية في صورة مدهشة، ويبدو أن الثعبان تحول إلى تيمة رئيسية لدى أعمال الفنان الراحل، حيث برز مرة أخرى في تمثال "الثعبان والقط" عام 1970 والذي عرض في سوريا مشاركاً في مهرجان الفن التشكيلي العربي الأولى في مارس 1973، وأعجب اللواء مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري بالتمثال فسارع عبد البديع بإهدائه إلى وزارة الدفاع السورية، فأمر اللواء طلاس بإهداء عبد البديع مسدساً أسبانياً وخمسين طلقة وعباءة تاريخية، وهي الهدية التي تسلمها عبد البديع في مصر في أبريل 1973 عن طريق المخابرات المصرية، عن هذا المسدس الأسباني كان الراحل يحكي لنا في جلساتنا حوله كل مساء، وكيف كان تجديد رخصته مشكلة سنوية تواجهه، رغم عدم استعماله له، بل إنه نزع منه إبرة التفجير، وكأنه لا يدري أنه سيأتي يوم سيندم فيه على إهماله هذا المسدس، وأنه سيموت بطعنات لصين فاجرين لم يرحما شيخوخته وكهولته!

تزوج الفنان الراحل من السيدة ملك عام 1950 وأنجب ثلاثة أبناء، ولدين وبنت، أحد الولدين أصبح فناناً معروفاً وهو أصغرهم ويدعى شريف، الذي أصبح معيداً بقسم النحت بالفنون الجميلة، والأوسط يعمل بوزارة الخارجية وهو "منتصر" والابنة المحامية أكبرهم "هدى" (سمَّاها الراحل على اسم راعيته الأولى ومكتشفة موهبته الفنية "هدى شعراوي")، واتخذ الفنان من زوجته موديلاً له في أغلب أعماله النحتية عن الموديل العاري، وأنجز مجموعة كبيرة من التماثيل النادرة بأحجام مختلفة صغيرة أحياناً، وأحياناً عن الحجم الطبيعي، وأكبر من الطبيعي أحياناً أخرى، وقد
نقل عبد البديع ذلك الحس القوى والتميز الشديد للجسد الإنساني وملمسه وتحليله الأكاديمي ثم الواقعي، ولم يحاول الخروج من هذه الدائرة، لكنه بعد هضمه للجسد أقام تمثالاً كبيراً أطلق عليه اسم "الفجر" لامرأة تخلع ملابسها، بدت فيه كتلة الجسد العاري الممتلئ بالحياة وبالأنوثة أكثر تبسيطاً مما سبقه من تماثيله، ولكن مازالت المعالجة الواقعية قائمة فيه ويقول الفنان "ناجى كامل إن هذا التمثال هو أحد نتائج فترة المرسم لدى الفنان.

يقول الناقد "صبحي الشاروني" في رسالته للماجستير عام 1979 جامعاً بين الفنانين "محمود موسى" و"عبد البديع عبد الحي" برؤية مقارنة: "إن أعظم ما يميز هذين الفنانين هو احترامهما للخامة وعمق إحساسهما بها، حتى ليشعر المشاهد بمدى حبهما لهذه الخامات وتفاعلهما معها فيما يشبه العشق، وقد كان احترام الخامة والاستفادة من إمكانياتها الذاتية من مميزات فن النحت في مصر على مدى العصور، ولكن عبد البديع يختلف عن محمود موسى بميله إلى صناعة التماثيل الرشيقة المرتفعة، إنه ينظر إلى الحجر باعتباره كتلة تعاند الفراغ الذي حولها وتجرى حواراً معه، أما محمود موسى فتماثيله مكورة، إنه ينظر إلى الحجر باعتباره كتلة تحتمي من الفراغ، فلا يزيد ارتفاع تماثيله عن عرضها إلا قليلاً، وعبد البديع لا يحس أن تمثاله قد اكتمل إلا إذا صقله وجعله لامعاً، فالخامة عنده لا يظهر جمالها ولا تفصح عن مفاتنها إلا إذا صقلت صقلاً جيداً، بينما يميل محمود موسى إلى تكوين تمثاله بالتباين بين الأجزاء المصقولة وتلك التي يتركها خشنة بتأثير ضربات الأزميل، فهو يعتبر الأجزاء المصقولة وتلك اللامعة هي إمكانية في فنه تضيف نوعاً من التلوين الطبيعي الثابت إلى تماثيله".
عبد البديع عبد الحي، من كان يتخيل أن تموت هذه الميتة، مقتولاً بطعنات لصين اقتحما منزلك الفقير في الليل ليسرقا معدات نحت ويبيعاها بـ 63 جنيه، يرحمك الله، ويلعن قاتليك الذين لم يرأفا بسنواتك الثمانية والثمانين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بكم دوما .. مجهود كبير ابذلة فى جمع الموضوعات والاخبار القديمة عن ملوى . لاتبخل وشارك بتعليق او فكرة او رأى .. او أضافة خبر يسعد بة الجميع ويكون نواة لموضوع يهم الجميع شكرا لكم